
اعتراف مفاجئ من حميدتي حول ما جرى في الفاشر
موجز السودان الآن
في أول اعتراف رسمي من نوعه، أقرّ قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بوقوع تجاوزات ميدانية خلال العمليات العسكرية التي شهدتها مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وهي المدينة التي عانت خلال الأسابيع الماضية من أحداث دامية ودمار واسع طالت المدنيين والبنية التحتية.
جاءت تصريحات حميدتي بعد موجة تنديد محلية ودولية بالانتهاكات التي ارتكبتها قواته، حيث وثّقت منظمات إنسانية وشهود عيان حوادث قصف ونهب واعتداءات واسعة النطاق على السكان في أحياء المدينة.
وقال دقلو في كلمة متلفزة إن حكومته شكلت لجنة قانونية للتحقيق في تلك التجاوزات، مشيرًا إلى أنها بدأت بالفعل مهامها في الفاشر، وتعهد بمحاسبة كل من يثبت تورطه. لكنه لم يقدم تفاصيل حول حجم الانتهاكات أو هوية المتورطين فيها، وسط شكوك واسعة حول جدية تلك اللجنة.
ويأتي هذا الإقرار بعد أسابيع من تقارير متطابقة تحدثت عن عمليات تصفية واعتداءات ممنهجة استهدفت المدنيين، ما أثار غضباً واسعاً في الشارع السوداني، خاصة بعد أن فقدت الفاشر الآلاف من سكانها بين نازحين وضحايا نتيجة المواجهات المسلحة.
وأكد حميدتي أن قواته ستبدأ انسحاباً تدريجياً من المدينة، لتسليم مهام الأمن للشرطة الفدرالية، وهي الخطوة التي وصفها مراقبون بأنها محاولة لتخفيف الضغط الدولي بعد الاتهامات الواسعة ضد قوات الدعم السريع.
في المقابل، شددت مصادر عسكرية سودانية على أن ما جرى في الفاشر يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، محمّلة المليشيا مسؤولية الجرائم التي طالت المدنيين الأبرياء، ومؤكدة أن القوات المسلحة السودانية تواصل واجبها في حماية المواطنين واستعادة الأمن والاستقرار في المدينة.
وتعيش مدينة الفاشر أوضاعاً إنسانية صعبة بعد موجات النزوح الواسعة، بينما تستمر الجهود الحكومية والإغاثية في محاولة لاحتواء آثار الأزمة وإعادة الخدمات الأساسية.
ويؤكد محللون أن اعتراف حميدتي بوقوع تجاوزات يمثل دليلاً على تورط قواته في انتهاكات ممنهجة ضد السكان، وأن الخطوات المعلنة لا تعفيه من المسؤولية الكاملة عن ما حدث في المدينة التي كانت رمزاً للتعايش والتاريخ السوداني.













